ومن الحب ما قتل..(اليهودي دانيال)

استوقفني فجأة بشكل مريب عند مدخل المكتبة, وأنا أحمل رزمة من الكتب التي يجب إرجاعها قبل

مساء الجمعة, كانت بريدجيت أمينة المكتبة النحيفة القامة, ذات العينين الزرقاوين, قد أعطتني إنذارا

أخيرا لإرجاعها..., قبل أن تقتلع رأسي من مكانه..كنت أحقد عليها, لا لشئ ولكن لعجرفتها الأنثوية.

همس في أذني: آل, أود التحدث إليك, أنه موضوع مهم..لا أستطيع البوح به لأحد غيرك.

سحبني من ذراعي خلف حمام الرجال, وأمسك بي من سترتي,

آل, أنا واقع في الحب..أنا أخرق......قالها بقوة

أجبته: سحقا دانيال, وما دخلي أنا...أنا مشغول جدا الآن....اذهب لطبيب نفسي ليساعدك..ابتعد عن

الطريق....ولكنه سحبني من يدي ومزق سترتي من غير قصد.

كان دانيال أصهب الشعر,طويل القامة ذو وجه مربع نحيف إذ أنه بإمكانك أن ترى عظام وجهه بارزة

كالنتؤات الصخرية على ساحل البحر.

هو يهودي من الطبقة الوسطى في نيويورك...والده يمتلك مقهى في أحد الأحياء في منطقة هارلم.

في الحقيقة لم أكن أعرفه جيدا, فقد كان طالبا ألتقي به في صف الفلسفة فقط, مرة واحدة في الأسبوع.

دانيال, ماذا تريد مني؟

آل, إني واقع في حبها...أنا متعب, إني أتعذب...أرجوك ساعدني, أحتاج إليك الآن

دانيال....من هي, لما أنت مرتبك هكذا...من تكون؟؟؟ ماذا يحدث بحق السماء؟

إنها ساره...تلك الفتاة,, من البلد الفلاني؟؟؟؟؟ أجابني وهو يزفر بالبكاء كثور على وشك الذبح

وأنا أنظر إليه, فاتحا فمي...كأن السماء سقطت على رأسي...كأنني أذوب كقطعة ثلج في شمس أيلول

أمسكته من رقبته..وصفعته...لا أدري ماذا أفعل غير ذلك ولكنه لم يمنعني, ثم رميته على الجدار

وصرخت فيه:

لقد فقدت عقلك يا دانيال, أيها الوضيع...إنها مسلمة وأنت يهودي.....لا تواصل بينكما أبدا...هذا إثم عظيم

استمر دانيال بالبكاء...واضعا يديه على وجهه......قسم برب الإنجيل أنك محق آل...حاولت تناسيها, ولم

أقدر..حاولت الابتعاد ولم أجسر...برب الارضين قل لي ماذا أفعل؟؟؟؟ أنت العربي الوحيد الذي

أعرفه..أتوسل إليك بروح المسيح...

عندها جلست معه على الأرض..رميت بالكتب في زاوية بعيدة ورفعت رأسه وحضنته

دانيال...لا تستطيع...طريقك مسدودة...طريقك هالكة أيها الرعديد...هي لن ترضى...ديني ودينها لن

يرضى...حبا في الله انساها دانيال...اقتلعها من رأسك

رفع رأسه ونظر في عيني بحزم....ثم مسح دموعه بكم قميصه وأسند ظهره للجدار

أخبرني آل...إذا أنا أسلمت هل يصح أن أحبها عندها

نظرت إليه بغباء...ثم سألته: ماذا تقول..أو عليك اللعنة, ماذا تعني؟؟؟؟

دانيال وهو يتجشأ الهواء: إذا تركت ديني...ودخلت دينك, هل يجوز أن أحبها

ابتعدت عنه, ونزعت يدي من جسمه كأنه حيوان نجس

لا أدري دانيال..لا أدري....أرجوك, لا تورطني في هذا؟؟

صرخ في وجهي بعنف يتطاير شررا: آال....أجبني أولا, إذا اعتنقت الإسلام, هل ترضى هي بي؟؟

لم أستطع الإجابة, كان جسمي يرتعش كشجرة صنوبر تحت عاصفة خريفية..أجبته بصوت خافت, ربما

دانيال...ربما

انزلقت هاربا نحو الخارج...مصدوما ومرعوبا من هول الفكرة.....وأنا أردد, معقول؟؟؟؟معقول؟؟؟؟

لم اسمع أية أخبار عن دانيال لمدة أسبوع كامل...حتى أنه لم يحضر لمحاضرات الفلسفة اللعينة,

حاولت السؤال عنه في أرجاء الجامعة....لكن من دون فائدة تذكر....لم يسمع أحد عنه شيئا

في الساعة الخامسة تماما من مساءات أحد أيام الآحاد....أوقفت التاكسي, وطلبت من سائقه اللاتيني

القصير أن يوصلني إلى حي هارلم....بالقرب من الحي اليهودي القديم...

استغرقت نصف ساعة للوصول, وترجلت ومشيت, كان الظلام قد بدأ يحل فجأة...عندها سمعت صوت

أجراس الكنيسة بالقرب مني فتوجهت إليها...دخلت إليها وكانت مزدحمة....وقفت بالقرب من الباب

وكانت شعائر القداس تجري بشكل هادئ

وعلى المذبح.....تابوت من خشب البلوط..يرقد فيه أحدهم

تجرأت, ومشيت نحو التابوت وألقيت عليه نظرة فاحصة....وعلى من يرقد فيه....ثم غادرت

الأخبار كما وصلتنا بعد يومين تقول, أن دانيال أخبر والده أنه يهيم بفتاة مسلمة, يحبها ويريد أن يتزوج

بها,,فلم يتمالك والده الخبر وضربه على رأسه بإبريق من القهوة...تعرض دانيال على إثرها لنزيف في

الرأس ليموت بعد أربعة أيام في العناية الفائقة....سمعت الخبر, وانتشلت فيضا من الهواء في صدري

ومشيت بهدوء....وأنا أمسح دمعة بقيت محبوسة في عيني وأزلتها أنا بإصبعي

بعد مضي عدة أيام...كنت أمشي في رواق الجامعة, وكانت أمامي مجموعة من الطالبات المسلمات

المحجبات....سمعت إحداهن تقول, انه يهودي, يستحق الموت حتى أخمص قدميه

وردت الأخرى عليها....لا يجوز يا ساره...أنت لا تحملين قلبا البته

توقفت...ورجعت للوراء ونظرت إليها

هل تسمحين؟؟ هل أنت الآنسة ساره؟

أجابتني: نعم, أنا هي , ماذا تريد؟؟

هل أنت ساره...من البلد الفلاني؟؟؟؟ في كلية الحقوق...أجابتني:

نعم...من أنت؟؟ ماذا تريد؟؟

أجبتها: لا شئ...أنا آسف, ...مجرد تشابه في الأسماء

بعد يومين......تركت الجامعة...... للأبد

لدى الكاتب اسلوب رائع في السرد وتناول الموضوع .. اعجبني واتمنى ان يعجبكم ..

انا عم بقرأ وفكرت القصه حقيقيه
اندمجت معها وحزنت على الشاب
لكنها بتحصل حقيقه انو شاب وفتاه يحبوا بعض
احدهم مسلم والثاني من دين تاني
واحيانا بتكون النهايه مأساويه
مشكوره هبة الرحمن للقصه
ومن الحب ما قتل..(اليهودي دانيال) W6w_w6w_200504290651063b3838cfd

ومن الحب ما قتل..(اليهودي دانيال) W6w_w6w_200504290651063b3838cfd

العفو حبيبتي
يزاج الله خير عالمرور